تحديث السبت 25/5/2024 مساءا
دورة حياة النحل
يتكوّن مجتمع نحل العسل من ثلاثة أنواع من الأفراد، هم: الملكة، والعاملات، والذّكور، إذ تضع الملكة نوعين من البيض، هما: البيض المخصّب الذي ينتج عنه الإناث التي قد تكون إمّا ملكة أو عاملات، والبيض غير المخصّب الذي ينتج عنه الذكور، ويفقس البيض بنوعيه بعد مرور ثلاثة أيام على وضعه، وتخرج منه اليرقات التي تتحوّل إلى عذارى عند اكتمال نموّها، وبعد ذلك تظهر النحلة البالغة،
ويعتمد طول الفترة الممتدّة بين وضع البيض وظهور النحلة على نوعها، إذ تظهر الملكة بعد مرور 16 يوماً، بينما تظهر العاملات عادةً بعد مرور 21 يوماً، أمّا الذكر فيحتاج مدّة 24 يوماً حتى يظهر.
المدى العمري للنحلة
يعتمد المدى العمري للنحلة على عاملين رئيسيين، هما: نوعها سواء كانت ملكة، أم ذكر، أم عاملة، ووقت ظهورها.
المدى العمري للملكة
تُعرف ملكة النحل عند ظهورها لأول مرة بالملكة العذراء، وتتمثّل أوّل مهامّها في التخلّص من الملكات الأخرى، وذلك من خلال قتل اليرقات التي تُربّى لتصبح ملكة، وبعد ذلك تتفرّغ الملكة لمهمّتها الثانية، وهي التزاوج مع الذكور خلال ما يُعرف بطيران التزواج الذي يحدث عادةً بعد ستة أيام من ظهورها، وبعد انتهاء التزاوج تعود الملكة إلى الخلية، ولا تخرج منها أبداً إلّا إذا استدعت الحاجة للتطريد، ثمّ بعد مرور ثلاثة أيام على التزاوج تبدأ الملكة بوضع البيض، إذ يمكنها وضع 1,000 بيضة يومياً لبقية حياتها التي تمتدّ بالمتوسّط من سنتين إلى خمس سنوات.
المدى العمري للعاملات
تُعدُّ العاملات أصغر أفراد خلية النحل حجماً، وأكثرهم عدداً، وتؤدّي العديد من المهام، بما في ذلك جمع الرحيق وحبوب اللقاح، وتحويل الرحيق إلى عسل، وإنتاج الشمع، وتغذية الملكة واليرقات الصغيرة، وحماية الخلية من الدخلاء، ويعتمد المدى العمري للعاملات على الموسم الذي تظهر فيه، فالعاملات التي تظهر في فصل الربيع وبداية فصل الصيف تعيش ما بين خمسة وستّة أسابيع، في حين تعيش العاملات التي تظهر في أواخر فصل الخريف لفترة تمتدّ بين 4-6 شهور، إذ إنّ الحفاظ على الملكة حية خلال فصل الشتاء يستدعي وجود العاملات حولها لتدفئتها، وتتمكّن العاملة من العيش لفترة أطول بسبب التغيّرات التي تطرأ على بنيتها خلال فصل الشتاء، إذ تصبح الغدد البلعوميّة لديها أكثر تطوّراً، كما تزداد كمية الدهون في جسمها.
المدى العمري للذكور
يختلف ذكر النحل عن العاملة من حيث الحجم والوظيفة، فهو أكبر حجماً، وغير مسؤول عن جمع الطعام، أو إنتاج الشمع، أو تغذية اليرقات، إذ إنّه لا يمتلك إبرة لسع، أو لسان طويل ليساعده على جمع الرحيق، ولذلك تكون وظيفة الذكور الوحيدة هي التزاوج مع الملكة، إذ يغادر الذكور الخلية بعد ستّة أيام من ظهورهم تقريباً، ويتجمّعون في أماكن محدّدة تُسمّى أماكن تجمّع ذكور النحل (بالإنجليزيّة: drone-congregating areas)، ويكون مصير الذكور التي تنجح بالتزاوج مع الملكة الموت بعد فترة وجيزة، في حين يعود الذكور الذين لم ينجحوا بالتزاوج إلى الخلية، ويعيش ذكر النحل عادةً 8 أسابيع، إلّا أنّه قد يتعرّض للطرد من المملكة عندما تقلّ مصادر الغذاء فيها.
العوامل المؤثّرة على عمر النحلة
يتأثّر المدى العمري للنحلة بالعديد من العوامل، إذ تموت النحلة عادة لأسباب طبيعية بعد أن تعيش الفترة الزمنيّة المحدّدة لها، ولكنّها قد تموت أيضاً نتيجة تعرّضها للافتراس من قبل الحيوانات، أو ربّما نتيجة تعرّضها للقتل من قبل النحلات الأخرى، أمّا العاملات فيمكن أن تموت بسبب الإرهاق النااج عن العمل الشاق الذي تقوم به، وفيما يأتي بعض من أهمّ العوامل التي تشكّل تهديداً على حياة النحل:
المبيدات الحشريّة.
الإصابة بالأمراض والعدوى، ومنها: الإصابة بالذبابة الطفيلية (الاسم العلمي: Apocephalus borealis) التي تطرد النحل من الخلية وتسبّب موته، بالإضافة إلى أنّها تنقل فيروس تشوّه الأجنحة (بالإنجليزية: deformed-wing virus) لهم. الإصابة بالفاروا المدمرة (الاسم العلمي: Varroa destructor)، وهي طفيليات خارجية لها مخالب وشعيرات بطنية تساعدها على الإمساك بالنحلة، وتثبيت نفسها عليها لتتغذّى على اللمف الدموي لها.
عالم الحدائق الزراعيةnassem@yhoo.com
ردحذفأدعوك لزيارة موقعي